لعل ذاك السؤال المعقد لم يخطر ببال أحد ، على أعتبار بأن النجاة من الموت لاتستدعي التفكير بعدها بشيء على الأطلاق ؟؟
وإلى ذلك ، تتوارد الأخبار تباعا القادمة من العراق وسوريا عن قرب زوال تنظيم داعش وفنائه ، وطوي تلك الصفحة المظلمة من تاريخ أمتنا المأساوي ، ولكنني لاأشعر بالسعادة بل وعلى العكس يملأني الخوف حد الأشباع من قادم الأيام من قطاع الطرق الذين يتربصون بأمتنا خلف كل زقاق وداخل كل زاوية !!
فصانع الشر لا يفقه صناعة الحلوى ؟؟
وبعيدا عن التعمق والغوص ببحر التقارير والدلائل والمؤشرات والتي توجه أصابع الأتهام وبكل هدوء لبعض الدول الغربية بعينها بأنشاء خلية الأرهاب المساة أختصارا ” داعش ” ، فممارسة التحقيق والتقصي لن يفيدنا بشيء وعلى الأخص مع توافر جيوش عربية غفيرة من المشككين بنزاهة هجومنا الخجول تجاه تلك الدول ،
ومايهمنا هنا هو السؤال الأتي .. هل ستجنح تلك الدول الغربية إلى السلم فيما يخص عالمنا العريي ، مع الأشارة بأن تلك الدول هي من أنشئت التنظيمات الأرهابية وحقنتها في وريد أمتنا من أجل غايات معروفة ؟؟
عراب الخراب لا يشعر بعقدة الذنب !!
ومع توالي سيل الأخبار المحزنة القادمة من العراق وسوريا أيضا حول نزوح ألاف العائلات نحو المجهول كلما أقتربت ساعة القضاء على تنظيم داعش ، وعدم عودة تلك الأسر إلى مناطقها الجغرافية عقب القضاء على الأفة الجرثومية ، يراودني على عجال
السؤال التالي .. هل تنظيم داعش الأرهابي أقسى وأشد وطأة على المواطنين من القوات المحررة ،
وذلك ربطا بتقرير الأمم المتحدة المتعلقة بكمية الخسائر البشرية جراء عمليات التحرير بالأضافة إلى سوء المعاملة الواقعة على عاتق تلك الحشود الفارة من أنياب الموت بعد التحرير ( وكأن العذاب قدرهم إلى الأيد ) ؟؟
ومن ناحية أخرى ، لا يقتصر الأمر على تنظيم داعش وحسب ، ولن تشرق الشمس ويطرق فصل الصيف نوافذنا مع نفوق أخر فرد للتنظيم !!
ولكن عند تلك اللحظة يحب أن نستعد لشتاء قارص وزلازل أرضية تعيد خرابنا إلى المربع الأول ؟؟
فما دامت تلك الأمة تستجدي بقائها من الشيطان الأكبر ومازال هو يمتهن كل أنواع التكبر والعهر والظلم بحقنا ، فلن تسعى واشنطن ومن لف لفها إلى الجلوس إلى طاولة الحوار مادامت الثمار تملأ سلالها دون أنقطاع . ولتسليط الضوء بدقة بشكل تقني حول المعنى ،
فيجدر بنا المرور بمقال نشر بالأمس في صحيفة تلغراف البريطانية ، ومفاده إن نهاية “دولة الخلافة” الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية قد أوشكت، لكن الدول الغربية بحاجة للأستعداد للجولة التالية من حروب “التطرف” في الشرق الأوسط والتعامل معها قبل أن تتطور، ولا يمكنها الأعتماد على دول المنطقة لفرض النظام والقانون.
وأوضحت الصحيفة في أفتتاحية لها بعنوان “دولة الخلافة ربما تسقط قريبا لكن السلام لا يزال بعيد المنال”، قائلة إن “دولة الخلافة” التي أعلنها التنظيم في سوريا قبل ثلاث سنوات -وعاصمتها الرقة- على وشك النهاية، لكن نفوذها المهلك سيكون موجودا لسنوات قادمة. وكانت قوات سوريا الديمقراطية
أعلنت، الأحد، أنطلاق الهجوم الأخير لإنهاء وجود داعش في الرقة ، والذي لا يزال يتحصن في مواقع عدة في وسط وشمال المدينة ، بينها أحياء الأندلس والبدو كما في الملعب البلدي والمستشفى الوطني ، وقالت إلهام أحمد الزعيمة السياسية في قوات سوريا الديمقراطية أيضا، اليوم، إنها تتوقع الإعلان عن انتهاء الحملة ضد التنظيم في الرقة في غضون ساعات أو أيام، إلا أن متحدثاً باسم قوات التحالف قال إنه لا يمكنه تحديد توقيت لانتهاء العملية !!
مع العلم بأن المعلومات الواردة من الرقة تشير إلى تواجد بعض مئات العناصر من التنظيم ليس أكثر ولكن كيف لواشنطن أن تربت على أكتافنا وهي سبب شقائنا وأنزلاقنا نحو مستنقع العدم .
ولا يسعنا هنا سوى توجيه أسمى أيات الشكر والعرفان لقادة أمتنا المنبطحين بكل فخار على أعتاب الدول الكبرى ذلا ومهانة لقاء السماح لهم بديمومة الحكم ؟؟
وكما يقال بالأمثال العربية ( دود الخل منو وفيه ) ، ففي حين لا تدع الدول الغربية مجالا للتفاؤل بالنسبة لصفو العلاقة بين دولنا وتلك الدول ، وبين الأحباط وهو بالنزع الأخير فيما يتعلق بتجاهل قادتنا لمتطلبات نهضتنا وعدم أبتدار صيغ مستجدة لها ، فمازال الحكام العرب يحبسون أفكارهم في قفص الجمود والأنصياع لرغبات الدول الكبرى النازية !!
وثمة جدل يتصاعد بأطراد في أوساط الجماهير العربية حول مدى فعالية صفقات السلاح الضخمة بين الدول العربية وواشنطن ، مع التنويه هنا بأن واشنطن حليف لايمكن الأعتماد عليه وقت الشدة وكما يخبرنا بذلك كاتب التاريخ العجوز !!
أسرائيل تؤيد توقيع صفقات السلاح بين الدول العربية وواشنطن فقط ، وتمد بساط العوامل الجاذبة لمثل تلك الصفقات !!!
حيث صرح الجنرال شاؤول شاي في صحيفة “إسرائيل اليوم” إن تل أبيب غير مرتاحة للتطورات الحاصلة على الجبهة السعودية، عقب توقيع الرياض صفقات سلاح مع روسيا خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الأخيرة إليها ، وبأنه سيكون من الأفضل لإسرائيل ألا تعارض صفقات السلاح السعودية الأميركية ( لما لواشنطن من تأثير كبير على معظم العواصم العربية ) ، وبشرط أن تطلب تعويضا أميركيا يبقي على التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة على جميع الدول العربية .
وبقدر ما يملأني الفرح يملأني الخوف بذات القدر والهيجان ؟؟
فكيف للدول الكبرى أن تسمح لأمتنا بمزوالة الحياة على بساطتها وتمنحها بعضا من السلام الذي طال أنتظاره ، وذلك في ضوء رغبة تلك الدول بأشعال الحرائق المتواصلة في حدائقنا الخلفية .
وبمعني أخر لنأخذ بعض النقاط ونضعها تحت مجهر التفكير الدقيق والموضوعي لنزيل عوائق الفهم .
* هناك الاف التقارير تشير بأن تنظيم القاعدة من صنيعة المخابرات الأمريكية كما هو تنظيم داعش ، ولكن مع تلافي بعض الأخطاء كتلك التي تفضح ولاء تنظيم القاعدة للولايات المتحدة بشكل مباشر ، وعلى سبيل المثال قتال التنظيم للقوات الروسية ، التقارير المسربة عن أجتماع ضباط المخابرات الأمريكية مع قادة التنظيم وكما حاء بمذكرات أولئك الضباط ، بينما تنظيم داعش وكما يخيل للبعض غير معلوم الأتجاه والولاء لكثرة الأيادي التي سمح أن تعبث بتحركاته .
* أمريكا منحت الضوء الأخضر للرياض بخوض الصراع مع الدوحة ، في حين أن ( واشنطن ) تجلس بين جمهور المشاهدين وفي الصفوف الخلفية تحصي مئات المليارات من الأموال العرببة تنفق لأجل الفوز بتلك الحرب المصطنعة .
* بالأمس أخذت ساعة الحرب في العراق تأخذ تبعاتها بين الجيش العراقي والكردي ، مع الأشارة هنا بأن واشنطن وعلى عكس التقارير والتصريحات هي من أوزعت لأربيل بأجراء الأستفناء والمضي بنتائجه دون الحاجة للألتفات لردات الفعل جراء ذلك ( وتبين لنا ذلك من خلال خيبة الأمل الكردية الرسمية من الدور الأمريكي المشاهد فقط لمجريات الأحداث كنقيض لما تم الأتفاق عليه بين الجانبين ) !!
وإلى هنالك ، فرضت الشرطة العراقية حظر التجول في مدينة كركوك بعد أن سيطرت القوات الحكومية و الحشد الشعبي عليها أمس الأثنين ، ورفعت العلم العراقي على مبنى المحافظة في عملية عسكرية تمكنت خلالها من السيطرة على المناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان العراق .
وأن قمنا بالأفتراض جدلا ، بأن الرياض أعلنت الصلح والوئام مع الدوحة ، وبأن داعش قد ولى وأندحر ، وبأن بغداد جلست جنبا إلى جنب مع وفود أربيل على طاولة الحوار لفك عقدة الأشتباك ، فهل ستنتهي أوجاع الشعوب العربية ؟؟
كمن يطلب من الصحراء أن تخضوضر كثبانها الرملية وتصبح حدائقها توازي حدائق بابل الوارفة الظلال !!
وكما جرت العادة ، وعقب أشتعال الحرائق ينأى رجل الأطفاء الأمريكي بنفسه خارج دائرة النار !!
فقد حثت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون القوات العراقية والكردية على “تجنب القيام بأعمال تصعيد جديدة” ويقول إنه يعارض التحركات المزعزعة للأستقرار والتي تشتت الأنتباه عن محاربة تنظيم داعش .
وأكدت البنتاغون أن “أميركا ما زالت تدعم “العراق الموحد” وترى أن الحوار هو أفضل خيار لنزع فتيل التوترات.” .
لا تختلف تلك التصريحات بتاتا عن تلك المرافقة للصراع الخليجي بل أنها تحمل ذات الرائحة الشيطانية .
عزيزي القارىء العربي ، أحتفل العالم يوم الأحد الماضي باليوم العالمي لغسل اليدين والمصادف لـ15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وذلك لتشجيع الناس على غسل أيديهم بالماء والصابون، خصوصاً في الأوقات الحرجة التي يمكن أن تشكل خطورة عالية على الناس، ولتعزيز ودعم ثقافة غسل اليدين بالماء والصابون عالمياً ومحلياً، ولرفع الوعي بشأن فوائد غسل اليدين بالصابون .
ومما لا شك به فنحن العرب غير مدعون للمشاركة بالأحتفالات ، فلسنا نجد ماء الشرب لنغسل به أيدينا ، كما أننا فقدنا متعة مضغ الطعام بعد أن أصبح الطعام بحد ذاته حلما جديدا يضاف لسجلات أحلامنا ، بالأضافة إلى أن دول العالم المتحضر لاتعترف بوجودنا الحسي بشكل يمكنهم من مشاركتنا تلك الأحتفالات الترفيهية !!
ماذا بعد القضاء على تنظيم داعش ؟؟
ويا ترى ماهو أسم التنظيم الجديد أو حيثيات الصراعات القادمة في عالمنا العربي والتي من شأنها تهميش ونسف أحتمالية دخولنا عصر السلم والهدوء على غرار شعوب تلك الدول ؟؟
الأيام كفيلة بالأجابة …
وفي الختام ، أهديكم هذه القصيدة والتي خطتها أصابعي النحيلة في غفلة من رجال الأمن في المنفى المكلفين بمحاصرة أحلامنا مهما كانت صغيرة ، وذلك بتاريخ 16 أكتوبر 2016 !!